رســالة للسمـــاء

ايه الحدث اللى غير مسار حياتك؟!

انا اتسألت السؤال ده كتير بس عمرى ما فكرت ولاقيت ليه اجابة قوية او واضحة .. كنت فاكرة ان صعب يكون فيه حدث بعينه يغير مسار حياة البنى آدم .. بس فى الحقيقة مش كل شىء بنفتكره بيكون صح .. فيه أحداث ممكن تزلزل مسار حياتك مش بس تغيرها وخاصة الأحداث الغير متوقعة

الاثنين 20 يونيو 2016م - 15 رمضان 1437هـ

الساعة 1 الضهر.. يوم عادى زى كل الأيام فى الشغل .. الموبايل يرن واحد من صحابى بتوع الجامعة ما كلمنيش من زمان .. ما بردش لأن معايا مكالمة شغل .. مسج مالحقتش افتحها وبعدها الموبايل بيرن تانى نفس الشخص .. خلصت المكالمة رديت عليه .. نيفين ازيك هقولك على حاجة كده ايمان عملت حادثة وفى المستشفى .. ايـــــه !!! حصل ايه ومستشفى ايه وعاملة ايه !! .. اسئلة كتير ماكانش فيه اجابة واضحة على اى سؤال فيهم غير انها فى المستشفى وتعبانة شوية ومحتاجين رقم باباها يكلموه .. اتخضيت وكنت فاكرة ان نهاية الخضة هنا وان فى اسوأ كوابيسى هتكون حاجة فيها اتكسرت او اتعورت جامد .. نهيت المكالمة بأنى هدور على الرقم لأنى اتلخبطت ومش فاكرة معايا الرقم ولا لأ.. قفلنا وفتحت المسج لاقيت فيها "ردى يا نيفين ضرورى فيه مصيبة" .. وبعد اقل من 5 دقايق .. مكالمة تانية من رقم خطيبها اللى كان معاها فى الحادثة اللى هو صاحبى برضه .. رديت لاقيته اخوه .. بيقولى محتاجين رقم بابا ايمان ضرورى .. قولتله طمنى عليها هى كويسة !! قالى البقاء لله ايمان ماتت .. قعدت على الارض وكل اللى كنت بقوله يعنى ايه !! .. يعني ايه كتير جدا لدرجة ان الولد انفعل عليا ! .. قفلت وفضلت قاعدة على الارض بعيط وبقول يعنى ايه !! .. حاجة جوايا ماكنتش مصدقة ورافضة تصدق وحاسة بيقين ان فيه حاجة غلط وهنكتشفها دلوقتى اكيد .. مكالمة بعدها على طول من نفس صاحبى الاولانى .. بقولك فلان بيقول ايمان ماتت ده بجد!! .. بس اهدى يا نيفين انا لسه داخل المستشفى مش عارف حاجة .. ارجوك اتأكد وكلمنى .. لسه اليقين مستمر ان فيه حاجة غلط .. انا قفلت ولسه بكمل عياط وانهيار ولسه مش بقول غير يعنى ايه !! .. شوية صغيرة زى السنين ومكالمة تانى من صاحبى ده .. ألو .. ايوه يا نيفين .. ها .. البقاء لله يا نيفين .. انت بتقول ايه؟!! انت متأكد!! اتأكد اكيد فيه حاجة غلط شوفولها دكتور تانى .. نيفين البقاء لله اهدى انا رايح على التلاجة وهما اتأكدوا خلاص .. قفلت وانهارت بس لسه على يقين ان فيه حاجة غلط .. فضلت كتير اعيط ومش عارفة اعمل ايه ولا اكلم مين وخايفة اروح المستشفى وخايفة أنزل الشارع أصلا حتى أروح بيتى .. شوية واخدتنى صاحبتى فى الشغل قالتلى هوصلك البيت .. نزلنا وانا مكملة عياط ركبنا تاكسى وروحنا المعادى .. الساعة 3 العصرطلعنا البيت بابا فتحلى .. دخلت قعدت .. مالك انتى تعبانة ؟ لا كويسة .. جيتى بدرى ليه !! ايمان عملت حادثة وماتت .. صدمة .. كلام كتير عن الصبر والايمان بالقضاء والقدر انا تقريبا ماكنتش سامعة منه حاجة .. الموبايل بيرن تانى .. نيفين احنا هنسافر ندفن النهاردة لو هتيجى تعالى على المستشفى دلوقتى .. هتيجى ؟ آه هاجى .. قفلت قومت غيرت نزلت مع اخويا نروح .. ازاى ما اروحش ودى آخر مرة هشوفها فيها !! .. هوصلها تانى فين !! .. كل ده وانا حاسة انى هوصل اكتشف انها كويسة لسه! .. الساعة 4.30 فى المستشفى ..على باب المستشفى خطيبها واخو صاحبى اللى كلمنى.. خطيبها قميصه كله دم وعينه مليانة دموع وزايغة فى الفراغ .. عرفت بعد كده ان ده دمها لأنه شالها ينقلها المستشفى .. سلمت عليه ودخلت .. اخو ايمان فى وشى سلمت وكملت لجوه .. ناس كتير على باب مقفول كده باب اوضة .. ستات كتير لابسين اسود وصحابنا من الجامعة اللى هما صحاب خطيبها .. باباها متماسك بس زى اللى بيجر رجله مش بيمشى .. سلمت عليه .. اختها الصغيرة قاعدة جنب الستات دول منهارة .. شوية طبطبة على اختها وشوية احضان.. هى ايمان فين ؟ بتتغسل جوه .. فضلت واقفة على جنب باصة للسما على امل اننا نصحى من الكابوس ده .. الناس بتتكلم انها كانت عروسة وخلاص هتتجوز وبدل ما نوصلها بيتها هنروح ندفنها .. انا ساكتة مستنية نصحى .. بعد شوية الباب اتفتح والناس بدأت تدخل تشوفها .. كنت مقررة ما ادخلش لأنى خايفة اشوف حاجة مقدرش انساها .. مقدرتش .. رجلى مشيت غصب عنى ودخلت آخر واحدة .. دخلت كانت على اليمين ورجلها ناحيتى متكفنة .. عمتها بتزغرطلها عشان هى عروسة .. كله بيبوسها ويودعها وانا مستنية بعيد شوية .. خرجوا وفضل اخواتها .. قربت منها ووقفت جنبها فضلت بصالها كتيــــر وكنت حاسة انها شايفانى رغم ان عنيها متغطية .. كان نفسى ابوسها بس لسبب ما كان عندى احساس انى هوجعها فاكتفيت انى اطبطب عليها .. وشها كان جميل ومبتسم زى العادى بتاعها .. وشها اللى ياما قالوا انه يشبه وشى زى ما روحها تشبه روحى .. ببص جنب النقالة كان فيه قطن كتير مليان دم عرفت ساعتها ان الحادثة ماكانتش سهلة .. وعرفت كمان انها ماكنتش سهلة لأن بوقها فيه دم بعد الغسل .. وقفت اكتر وقت ممكن اقفه وحاولت املى عينى منها عشان كنت عارفة انها هتوحشنى جدا او هى اصلا كانت فعلا واحشانى وانا واقفة جنبها يمكن عشان كنت عارفة اننا خلاص مش هنتكلم تانى .. خرجت لاقيت الناس ملمومين عشان يشيلوها ونمشى .. روحت على مامتها اول ما شافتنى كانت بتعيط جامد وقالتلى "حبيبتك راحت يا نيفين حبيبتك راحت" .. عندها حق .. حضنتها وفضلت اعيط .. روحت وقفت على جنب استنى ايمان تخرج .. واحدة معرفهاش جت تحضنى وبتعيط هى كمان وبتقولى انتى نيفين؟ ايمان كانت فى سيرتك دايما .. حضنتها انا كمان .. عرفت بعدها انها مرات عمها .. ايمان خرجت ومشينا .. كنت مركزة انى افضل قريبة منها او جنبها عشان اونسها.. شالوها لعربية الاسعاف ودخلت العربية وفضلت ماشية جنب العربية ببصلها وبقول لنفسى ان دى آخر مرة همشى فيها انا وهى جنب بعض .. فجأة العربية وقفت والباب فتح .. انا لوهلة قولت اخيرا انا صح اهى عايشة وهتنزل .. بس الباب قفل تانى للأسف .. مشينا لبره المستشفى وركبنا عشان نسافر .. انا كنت حاسة انى مش شايفة كويس وان الدنيا مغلوشة وده شككنى اكتر انى مش صاحية ! .. اتحركنا 5.15 كده وصلنا قبل المغرب بربع ساعة تقريبا .. وقت مش كبير بس ده اطول وقت مر عليا فى حياتى واكتر وقت حسيت فيه بوجع ولخبطة وتوهان وكل حاجة .. وصلنا وكانت اسرع صلاة جنازة حضرتها فى حياتى .. رغم انها مش اول مرة أصلى صلاة جنازة بس انا فعلا ماكنتش فاكرة ولا قادرة افتكر هى بتتصلى ازاى وايه اللى المفروض اقوله ففضلت طول الصلاة بدعيلها بس .. خلصنا وخرجت عشان الدفن كانت حقيقى مستعجلة جدا فضلت واقفة ببص عليها وهى ماشية ومش راجعة تانى لحد ما غابوا عن عينى .. المغرب اذنت وهى بتتدفن والمفروض نفطر بس هى مش هتفطر خلاص.. انا لسه ببص على الطريق عينى ما نزلتش لحد ما رجعوا .. فضلنا قاعدين عند البيت هناك والناس بتيجى تعزى وانا لسه مش فاهمة حاجة .. مشينا بعد كام ساعة ورجعنا القاهرة ..تانى يوم فى العزا ناس كتير كانت بتحضنى وتبوسنى وعارفنى وانا مش عارفاهم ! عارفنى من كلامها هى عنى .. انا كنت فى العزا عارفة اننا فى عزا بس مش عزا ايمان .. مفيش حاجة نفعت تخلينى استوعب .. يمكن لحد دلوقتى !

 

حبيبتى ايمــان ,

انتى وحشتينى جدا وعمرى ما افتقدت حد زى ما افتقدتك ومفتقداكى .. انتى قطعتى بيا زى ما بيقولوا .. عزايا الوحيد انك ان شاء الله فى مكان احسن ومرتاحة اكتر ومبسوطة .. انا عارفة اننا كنا بنجهز لفرحك وانك كان نفسك جدا الموضوع يتم على خير بس هو نصيب يا حبيبتى .. شكرا انك بتونسينى فى الأحلام وبتدينى طاقة حب وأمان مقطوعة من دنيتى اصلا .. انا كمان بكلمك دايما وبدعيلك فى كل صلاة ياريت تكونى سامعانى وحاسة بيا زى ما كنتي دايما .. واتمني كمان تكونى بتشوفينى لما ببص للسما وابتسملك :) .. انا حاسة انك بتشوفينى احنا كنا موصولين دايما ببعض وهنفضل كده لحد ما اجيلك .. انتى ودعتينى بس انا مالحقتش للأسف .. ودعتينى لما بعتيلى قبل الحادثة بيوم عشان تطمنى عليا ولما قولتلك انى متضايقة وقولتيلى احنا مش اتفقنا مش هنتضايق تانى :) حاضر صدقينى انا بحاول اسمع كلامك .. اخر مرة سمعت صوتك كان قبل الحادثة ب 4 ايام الخميس 16/6/2016 كانت مكالمة طويلة اوى معظمها ضحك .. يمكن عشان كده صوتك دايما فى ودنى بتضحكى .. لأ مش عشان كده انتى اصلا كنتى اكتر واحدة بتضحكنى وبضحك معاها من قلبى :) .. كنت اقول الافيه تكمليه على طول والعكس :D .. آخر مرة شوفتك كان الخميس 9/6/2016 كنا بنجيب حاجات لجهازك زى عادة آخر نزولتنا اول ما شوفتك حضنتينى زى العادى بتاعك بس ماكنتش عارفة ان دى آخر مرة :) .. بصى انا مش مستوعبة صدقينى دايما حاسة انك موجودة .. قعدت ايام كتير مش بشوف نوم بالليل بنهار بالليل وبتعب اوى وطول الوقت مستنية اننا نصحى ونخلص .. بس لما الأيام طولت عرفت ان مفيش فايدة وان مش هنصحى خلاص .. صعب اوى ان يكون اقصى طموحاتى انى اشوفك فى حلم .. سمعت كلام كتير عن الايمان بالقضاء والقدر والرضا وكل ده بس ده كله ما يمنعش الوجع ولا الوحشة .. طب انا المفروض اتعايش ازاى وانتى كنتى معايا فى كل حاجة .. كل حاجة عندى وحواليا جايباها معاكى .. حتى فيه حاجات كنا بنشتريها زى بعض .. انتى اكتر واحدة اتصورت معاها فى حياتى واكتر واحدة كانت بتفهمنى وبتحس بيا .. الوحيدة اللى ممكن اكلمك الفجر مثلا واقولك انى تعبانة ومش كويسة وما احسش انى تقيلة عليكى وفعلا بقفل معاكى وانا حاسة انى احسن.. كنتى لما بضحك كتير وامثل انى كويسة بتعرفى انى كدابة وبتعرفى تخلينى اتكلم .. كنت دايما فعلا مكتفية بيكى وحاسة انه فى داهية اى حاجة واى حد المهم انك موجودة لو زعلانة هكلمك وابقى كويسة او ننزل وهضحك معاكى شوية وهنسى .. مفيش حد يعرفنى ما يعرفكيش والعكس كمان من كلامنا عن بعض .. انا كنت متطمنة انك موجودة بجد ..فاكرة لما نزلنا مرة وسط البلد وقولتيلى انى اقرب حد ليكى بس انتى مش اقرب حد ليا لأنى عندى صحاب كتير وانا ساعتها قولتلك انى فعلا عندى صحاب كتير بس انتى اقربهم لقلبى انتى حالة خاصة .. انا مبسوطة ان دار بينا الحوار ده وانى وصلتلك الكلام ده .. طب انتى عارفة انى ما دخلتش وسط البلد من ساعة الحادثة ومش حاسة انى قادرة اروحها رغم اننا بنحبها جدا بس مش هاين عليا ادخلها من غيرك .. انا اتوحدت يا ايمان بعدك حاسة انى قلبى اتخلع بعدك اه فيه ناس كتير حواليا بس مكانك فى قلبى مخلوع ليكى انتى راح معاكى وواجعنى ..انا مش هكون طماعة ربنا خلاكى فى حياتى 12 سنة كنتى فيهم سند وحب وكنتى دليل ليا ان فيه ناس كويسة :) .. كل حاجة وحشتنى وهتوحشنى كلامنا وهزارنا وخروجنا وسهرنا سوا وبياتنا مع بعض وتهوينا لمشاكل بعض وحضنك اللى كان دايما مفتوحلى .. كل الأماكن اللى اعرفها روحناها سوا .. عايزة اقولك انى بشوفك فى كل مكان وانى بجيب سيرتك فى كل وقت ومع كل الناس عشان انتى حتة منى راحت .. يارب تكونى راضية عنى ومرتاحة فى مكانك الجديد.. زورينى دايما ما تغيبيش عليا انا بستناكى من حلم لحلم .. ربنا يرحمك ويغفرلك ويلهمنى الصبر والسكينة بعدك يا حبيبتى 

4 دقائق على شاطىء طرابلس

البداية سمعت خبر المذبحة وكالعادة قررت ما اشوفش الفيديو لأنى بطلت اشوف فيديوهات اى احداث داخلية او خارجية من فترة كبيرة لأن مش فاضل عندى قدرة اعمل كده, فجأة قررت اشوف الفيديو يمكن بدافع الفضول انى اعرف اجرام الناس دى وصل فين واللى شجعنى انى كنت مقتنعة ان مفيش حاجة ممكن تأثر فيا للدرجة , المهم اشتغل الفيديو جودته وطريقة تصويره اعلى ما كنت متخيلة, شوية كلام وناس هايمة فى ملكوت الله فجأة بدأ القتل وفجأة انهارت كل قوة كنت فاكراها عندى, ما كملتش وعمرى ما هفكر أكمل , هنا بدأ التفكير والخيالات والمشهد اللى شوفته بيتكرر زى شريط فيديو بيسف فى دماغى , تفكير فى الناس دى كانت حاسة بايه من اول ما اتخطفوا؟ كانوا عارفين انهم هيموتوا كده؟ عرفوا امتى وازاى؟ كانوا عارفين ان موتهم هيكون بشع وهيتصور ويتنشر وكل العالم هيشوفه؟ كانوا بيفكروا فى اهلهم ازاى؟ كان عندهم أمل ان بلدهم ممكن تنقذهم ويتكتبلهم عمر جديد ولا كانوا متأكدين ان بلدهم هتخذلهم؟ اخر لحظة كانوا بيفكروا فى مين؟ اتوجعوا؟ ..... أسئلة كتير عمرى ما هعرفلها اجابات بس مش عارفة هفضل افكر فيها لامتى !

أهلهم بغض النظر عن كل الأسئلة اكيد حياتهم قبل دبح عيالهم حاجة وبعده عمرها ما هترجع زى ما كانت ابدا , انا لو اى حد لا قدر الله من أهلى او أصحابى او اى حد بحبه او اعرفه حتى حصله كده كنت هحس ايه !

انا نفسى لو كنت مكانهم فكرت فى كل التفاصيل وحاولت اتخيل احساسى بالظبط , احساسى انى فى غربة وفجأة اتخطف واكون من اسرى بيتفاوض عليهم مع بلدى , احساس انى ممكن اموت فى اى وقت بطريقة بشعة , انى ممكن ما اشوفش اهلى تانى ولا اى حد بحبه , انى هتصور وانا بتقتل وكل الناس هتشوفنى فى اكتر موقف ليه جلاله المفروض يعدى عليا بسلام لما ربنا يريد , انى ممكن اموت فى وقت يقرره حد ! حد يقرر فجأة انه ينهى حياتى لأى سبب مختل ! , هكون حاسة ايه من اول ما رجلى تلمس رمل الشاطىء وانا عارفة انى رايحة اموت بس مش شايفة رايحة فين بتجر ! , المفروض المشهد ده بيتصور فمفيش مانع ابدا نعيد اكتر من مرة ومع كل اعادة انا بستنى تحصل معجزة تنقذنى متناسية ان مستحيل تحصل معجزات خلاص , هكون بفكر فى اهلى اللى متأكدة مش هيعيشوا يوم من بعدى وفى اصحابى اللى يمكن يزعلوا شوية وينسوا هفكر فى الحاجات اللى كان نفسى اعملها واقولها وما عملتهاش ولا قولتها , كل ده مش مهم هتدبح فى الاخر ودمى هيغرق البحر وهيطلعوا يهللوا شوية وخلاص وهيطلع شوية ناس دمها خفيف تقول ان ده فوتوشوب .

مستغربة ازاى الدنيا ما وقفتش عند لحظة زى دى لحظة فيها اهانة لكل المحرمات والمقدسات , الفيديو ده هيفضل اكتر حاجة مؤلمة ومرعبة وحقيرة شوفتها فى حياتى, من الحاجات القليلة اللى شوفتها ولازمتنى بعدها الكوابيس ايام , يارب اعيش واشوف اليوم اللى الناس تموت الموت الآدمى اللى المفروض يموتوه فى سلام بس فى سلام .

من رحم الكره

انت وهما
انت نفسك تبدع .. هما عايزينك تحفظ
انت عايز تقول رأيك .. هما بيقنعوك ان رأيك مالوش لازمة
انت بتحاول تكون نفسك بداية من شكلك لرأيك لقناعاتك لهواياتك .. هما بيسفهوا !
انت بتتقيد بقيود قبلها اللى موجود قبلك فكانت ليك امر واقع مالوش اختيارات !
انت بتشوف الحلم من بعيد فبتجرى عليه .. هما بيضحكوا
انت بتجرى اكتر .. هما بيضحكوا اكتر
هما بيقفلوا كل الابواب تحت شعار"انت مش هتقدر"
انت بتصمم تكمل جرى وبتخبط كل الابواب بايديك ورجليك 
تحت اثر الدوشة قرروا يعملوا اللى انت عايزه "بطريقتهم"
بسذاجتك المفرطة صدقت انك قدرت !
الحلم بيبعد .. الدم بيزيد .. الغضب بيتضاعف .. التعاطف والتأييد بيتلاشوا !
انت لوحدك .. الناس مبسوطة .. انت بتتشتم .. انت بتتخرس
الدم بيزيد ,, الغضب بيتضاعف .. مفيش حلم .
انت فى بلدك .. هما بيحكموا البلد .. هما بيرسمولك خطواتك اللى تمشيها .. انت فى غربة
انت ليه زعلان ؟ .. طب هما ليه بيهللوا ومش شايفين الدم ؟!
تبرير الدم قلة ادب .
انت مش منهم .. هما مش ناسك 
دى بلدك ومش بلدك 
الكره بيولد كره
انت بتكره كل شىء حواليك عن اقتناع
مش النهاية بس فاصل طويل شوية .

غــــربــــــة

البس هدومك وانزل الشارع اتفرج على وشوش الناس حاسس ان فيه حد روحه شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
ارجع بيتك بص على اهلك فرد فرد فيه حد شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
قابل اقرب اصحابك اللى كانوا مرايتك زمان ودور فيه حد فيهم لسه شبهك ؟ لا ؟ هى دى الغربة 
بص على بلدك ظروفها واحوالها وضعك كويس فيها ؟ مرتاح فيها ؟ هتقدر تبعد عنها ؟ هتعرف تهاجر وتسيبها ؟ لا ؟ دى كمان غربة 
الأماكن ما عادتش تشبهك ولا أقرب ناسك ليك عادوا يشبهوك انت اللى اتغربت وانت فى مكانك انت اللى اتوحدت وسط ناسك !

الاستسلام قوة

3 سنين تقريبا مروا على الثورة , 3 سنين كافيين انهم تكون متأكد ان الثورة لوحدها ماكانتش كافية لتطهير البلد دى
3 سنين بكل احداثهم يخلوك توقن ان كل اللى ماتوا ماتوا ببلاش , مسكت فيهم فى كل القش اللى اتكعبلت فيه عشان ما تغرقش بس القش ما كانش كفاية للطوفان اللى كان فى وشنا , 3 سنين بتردد ان "اليأس خيانة" وان "الثورة مستمرة" وان "هنجيب حقهم او نموت زيهم" وانت ما عندكش شك 1% انك بتقول شعارات وكلام ومش هتعرف تعمله ! الحقيقة بتقول ان "الكترة غلابة" الكترة فى بلدك عايزة تعيش كده مستقرة فى اسفل قاع مش مهم المهم مستقرة والكترة عايزة كمان اللى يسوقها عشان ما اتعودوش يسوقوا واهو "اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفوش " ! مش الديمقراطية بتقولك ان رأى الاغلبية لازم تتقبله .. اتقبله , بعيدا عن الاتجاه العام اللى الاغلبية عايزاه هما كمان ما عندهمش ادنى استعداد انك تكون رأيك مختلف حتى لو هتحتفظ بيه لنفسك لازم قايمة الاتهامات والتصنيفات تنفجر فى وشك , هما دول نفس الاغلبية اللى كانوا ضد الثورة او على الحياد ساعتها لحد ما يشوفوا مين هيكسب ويهللوا معاه عشان خايفين على نفسهم وعيالهم ليتبهدلوا مش قادرين يستوعبوا انهم اصلا متبهدلين ولسه هيفضلوا متبهدلين بس مبدأ "عيشنى النهاردة وموتنى بكرة " سايد الموقف , مش مهم كل ده دى حقيقة لازم تتقبلها وتتعايش معاها هتقولى وانا لو مش عاجبنى ده اعمل ايه ! اقولك انا هج وسيبها روح لبلد تانية تتبهدل فيها وما بين بهدلة داخلية وبهدلة خارجية الاختيارات متاحة :) , اليأس مش خيانة الخيانة انك تعيش وسط ناس اغلبيتهم بتفكر كده وانت لسه عندك استعداد تضحى بنفسك عشان تعيشوا احسن هما اصلا مش عايزين الاحسن ! الخيانة انك تموت ببلاش , الخيانة انك تبرر مواقفهم الثابتة , الخيانة انك تفكر فى اى حد غير نفسك , الاستسلام للامر الواقع مش عيب ومش غلط مادام عملت كل المحاولات اللى ممكن تعملها , الاستسلام قوة لحين اشعار اخر 

صاحبك الجدع

صاحبك مش لازم تكلمه كل يوم عشان يكون اقرب حد ليك , صاحبك من أول "الو" بتقولها بيعرف انت زعلان ولا فرحان , صاحبك من قبل ما تقول انك محتاج حاجة هو بيعرضها عليك , صاحبك بيرد غيبتك لو بينكوا مشاكل الدنيا , صاحبك بتقر وتعترف وتحكيله كل حاجة اول ما تشوفه حتى لو مقرر انك مش هتتكلم فى الموضوع ده , صاحبك موجود فى الشدة قبل الفرح عشان الشدة ناسها قليلين , صاحبك عارف مداخل سعادتك ايه وبيدخل منها اول ما تحس انك نسيت تفرح ازاى , صاحبك بيقولك "انت كويس وقدها" فى اكتر وقت انت حاسس انك ولا حاجة , صاحبك عارف عيبك وقابلك بيه , صاحبك بيستحمل كلامك وقت الزعل ومع اول "معلش" بينسى , صاحبك اول ما تجيله فرحة بيفكر فيك تفرحها معاه  , صاحبك شايف فيك حاجات انت نفسك مش شايفها فيك , صاحبك بيدارى عليك كل الجنان اللى بتعمله , صاحبك مهما قالك فى وشك مش بيقول عليك غير كل خير فى ضهرك , صاحبك من قربكوا لبعض بيفتكروكوا اخوات , صاحبك بتعيط قدامه وانت مش مكسوف ومش حاسس انك حمل تقيل عليه او بتنكد عليه , صاحبك ممكن تتكلم معاه فى اى موضوع عشان مش هيفهمك غلط , صاحبك اللى كبرتوا مع بعض ومهما  شاف وعرف ناس بيقول عنك انك صاحب عمره , صاحبك اللى لما شيلت فى الكلية جابلك الحاجة اللى قالك هيجيبهالك لو نجحت وقالك هتعوضها , صاحبك لما تتقوقع على نفسك بيكون عندك فى البيت بيشرحلك انك شئت ام ابيت مش هتطول فى الحال ده , صاحبك لو موجودين وسط ناس كتير ممكن يعرف انت عايز تقول ايه من غير ما تتكلم , صاحبك لما بتميل من كل ناحية بتكون واثق انها مش هتميل من ناحيته , صاحبك وجوده فى حياتك نعمة تحمد ربنا عليها لانها ممكن تكون مش عند كل الناس

بنعرف ناس كتير فى كل مرحلة فى حياتنا بس ناس معينة بنتنقل بيهم من مرحلة لمرحلة  , الناس اللى بتفضل معاك لمراحل اطول ومش بتوقع رغم الظروف والتغييرات دول صحابك بجد , وحقيقى "يا بخت اللى صاحبه جدع " 

السياسة .. مفرقة الجماعات

قبل 2011 احاديث الناس كانت بتتمحور فى حاجات كتير كورة موسيقى سينما بس نادرا ما كانت السياسة محور حديث الناس، بعد يناير 2011 وبعد الثورة لا اراديا السياسة اصبحت اهم موضوع للنقاش لكل الناس خاصة اننا عايشين فى تصاعد سياسى من 2011 الى الآن وبحكم الظروف كل يوم فيه موضوع جديد يكون محور الاهتمام ، ولأننا مازلنا نكتشف أ ب احترام الرأى الآخر ولأننا مازلنا نكتشف ما يسمى حرية الرأى والتعبير ومازلنا ايضا نكتشف كيفية التعايش مع المختلفين فغالبا كل النقاشات الساسية تنتهى بخناقات مدوية، ولأن الاعتراف بالحق فضيلة انا اول من كان يرى رأيه الاصوب والاسلم وفى اشرس النقاشات اثبت عليه مهما كانت النتيجة , ولأننا مررنا بظروف استثنائية ومازلنا نعيشها الى الآن فاننى ألتمس كل الأعذار لكل المختلفين ، الكارثة ان الاختلاف فى الرأى احيانا يصل بك لقطع علاقات مبنية من سنين ، واعترف انى فى وقت من الاوقات كنت لا اهتم حين يقطع احد علاقته بى او حين اقرر قطع علاقتى بأحد لاختلافنا فى رأى سياسى! ، ولكن حين رأيت ان المشاكل بسبب الاختلاف فى الآراء السياسية يصل الى حد قطع الاهل بل الأسر علاقتهم ببعض وهم فى كامل اقتناعهم انهم يؤدون بذلك واجب وطنى بحت بدأت افكر بشكل مختلف نسبيا وتوصلت لبعض النتائج ، الوصول لرأى فى قضية معينة والثبات عليه شىء عظيم والمناقشات السياسية التى تبدأ من باب الرغبة فى فهم الرأى الآخر والتوصل الى نتائج وليست بهدف اثبات انك على صواب شىء عظيم ايضا ولكن اذا أدركت ان النقاش لن يؤدى بك الى نتيجة سوى المشاكل وقطع العلاقات والفهم الخاطىء فالاحتفاظ بالرأى هنا فى رأيى أنسب الحلول وأسلمها , وفى رأيى انه ليس موقف ضعيف ولكن لأننا مازلنا نتعلم كيفية المناقشة والحديث ولأن ليس كل الناس لديها الاستعداد لسماع أفكار مختلفة فلنحتفظ لعلاقاتنا حتى نتعلم، هذه مجرد نتيجة توصلت لها بعد عامين ونصف من النقاشات الحادة وقطع العلاقات وبعد ما رأيته من مهازل النقاشات التى تمزق رباط العلاقات الأسرية ، واذا كان منذ زمن "الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية" أصبح الآن "الاختلاف فى الرأى يفسد للود كل القضايا"